على القوى المتآمرة أن تعلم بأن الشعب الكردي لن يتراجع عن نهج المقاومة والنضال لأجل حريته وحرية قائده بتاتاً...
زلال أديسا
نلعن المؤامرة الدولية الكبرى البعيدة كل البعد عن الأخلاق الإنسانية المحاكة ضد قيادتنا على أساس نهج خيانة القيم التحررية للشعوب بحقد كبير في عامها الرابع عشر. لم يفهم ويدرك العالم - ما عدا الشعب الكردي- ما عاشه هذا الشعب من معاناة وتراجيديا بسبب هذه المؤامرة ولم يرغب في أن يدرك ويفهم. عاش العالم دهشة كيفية عيش شخص واحد في الملايين من الأشخاص، وكيفية رؤية الملايين ذاتهم في شخص واحد. لم يفهم العالم كيف يمكن لحادثة أسر إنسان أن تغمر الملايين بالألم والمأساة والحنق والضغن وتوصلهم لدرجة الجنون. ما ماهية أن يقوم المئات من الناس بإضرام النار بأجسادهم تجاه هذا الظلم واللاعدالة، ويصل مجتمع بأكمله إلى التجسد بروح الفدائية لأجل قائدهم؟ إن مدى رؤية ذلك والشعور بذلك من قبل الإنسانية الفاقدة لقيمها المعنوية المقدسة في مذبلة و فخيم الحداثة الرأسمالية. فالزمن اللاحق كان سيظهر عدم إدراكهم لهذا التلاحم العظيم. لأنه ورغم مرور عشرات السنين ما زالت المؤامرة المتطورة ضد الأكراد وقادتهم مستمرة وبكل فاعلية. ولكن الشعب الكردي جهد وما يزال يجتهد ويسعى بلا هوادة للإفادة والتعبير بمعنى وماهية ذلك. جهد هذا الشعب المناضل عبر تبنيه لقيادته إلى خلق اليقظة في وجدان أوروبا القاتلة للإنسانية ولتذكيرها بالقيم الأخلاقية الإنسانية.
لماذا وصل الكرد إلى قوة تحقيق الوجود في شخصية قائدٍ.
يجب على الجميع محاسبة ذاته تجاه قضية الشعب الكردي التحررية المكتسبة لبعدٍ كوني بتحولها إلى عقدة كأداء. يرى الكرد وجودهم كمجتمع في شخصية القائد آبو. ما هي حقيقة ذلك؟ ما هي النتيجة الديالكتيكية التي نتج منها هذا الروح والفكر الاجتماعي؟ ماذا عاش هذه الشعب؟ لماذا تألم وعانى بهذا القدر تجاه مؤامرة 15 شباط التي أدت إلى أسر القائد؟ لماذا كانت الحرية ثمينة وغالية بهذا القدر؟ لماذا وصل الكرد كشعب إلى قوة تحقيق الوجود في شخصية قائدٍ؟ إدراك وفهم هذه الحقائق هام للغاية. الحجر الأكثر استخداماً من قبل قوى الهيمنة العالمية في حساباتها لبسط هيمنتها على العالم وتقسيم أراضيها في الأعوام المائة الأخيرة كان الشعب الكردي. استثمرت نية الشعب الكردي الحسنة من قبل جيرانها بشكل دائم. بحيث متى ما قام جيران الكرد الذين عاشوا معهم على نفس الجغرافية بالنداء للالتحام والتوحد لأجل بناء حياةٍ مشتركة وحمايتها تجاه الأعداء الخارجيين، لبى الأكراد النداء دون أي تردد وسعى وناضل بكل قوته وبشكل بطولي للإعلاء من مستوى ذلك التضامن والوحدة. أما ما رآه من مقابل فكان الخيانة. لهذا السبب أنزه وأصفى جانب للشعب الكردي أصبح يمثل أضعف جانب لديه. وسيقوم العدو المستغل لنقطة الضعف هذه باستعباد الشعب الكردي وجعله يصل مع مرور الزمن لحالة يحب فيها جلاده. وما تعرض كافة نضالات وحركات التحرر الكردية للهزيمة وتلقيها لأكثر الضربات قتلاً من قبل الخيانات التي تظهر من داخلها، سوى دلالة على هذه الحقيقة وناتجة عنها. فقد أصحبت القرون الأخيرة بالنسبة للشعب الكردي من أكثر المراحل التي مورست فيها بحقه سياسات الإنكار والإبادة، وحيكت ضده المؤامرات الدنيئة من قبل القوى الإمبريالية لأجل منافعها التحكمية. أما القرن الأخير فقد وصلت الحالة بالشعب الكردي نتيجة الخيانات الخارجية والداخلية التي عاشها إلى نقطة الانسحاب والاستسلام للواقع والانزواء لسكوت الموت والرضا بالقدر الذي كتبه له عدوه. أي أن الشعب الذي خلق المقدسات لأجل الإنسانية بدأ يباد لغوياً وثقافياً، وأخذ صمت الموت يحاصر عموم كردستان.
في الفترة التي كان قد أعلن جلادو الشعب الكردي - وهم واثقين ومحتفين بأنفسهم كثيراً - نهاية الشعب الكردي، فإن خروج القائد آبو الذي صدع وجزَّء صمت الموت هذا أصبح بداية ميلادٍ بالنسبة للشعب الكردي والإنسانية. فإن تحرر الشعب الكردي كان يبشر بميلاد إنسانية متحررة أيضاَ. ما كان لأقدم شعوب الشرق الأوسط أن يباد بكل هذه السهولة. هذا الشعب القديم الخالق للحياة بالنسبة للإنسانية وهذه الأراضي التي رعت الإنسانية لعشرات الآلاف من السنين لم يكن لها أن تقبل الموت بكل هذه السهولة. كانت ستحيا مقاومة ثقافة الحرية الموجودة دائماً في سير وتقدم النهر الأم للتاريخ هذه المرة في شخصية القائد آبو. قام القائد آبو ببدء مرحلة انبعاث بعثت بالأموات من قبورهم وأزهرت الحياة في كردستان من جديد عبر تحطيم الإسمنت. على أسره قام العدو الذي لم يكن يحتمل ويخمن في بداية الأمر هذا الانبعاث المبتدأ مع ميلاد القائد آبو، والذي بقي مندهشاً ومصدوماً تجاه تطور وكبر نضال الشعب الكردي التحرري في عموم كردستان وكافة أرجاء العالم فيما بعد، بالسعي والبحث بجل قواه عن كيفية إنهاء هذا النضال. لذلك، فإن تاريخ PKK هو تاريخ المؤامرات المحاكة من قبل الدولة التركية لأجل القضاء على قائد الشعب الكردي، وإبادة الكرد الحر وإنهاء نضاله التحرري، وتاريخ المقاومات المتطورة تجاه هذه المؤامرات. أكثر ما تم استخدامه من قبل هذا الاستعمار في هذه المؤامرات كان الخونة الكرد. أول مؤامرة تمت تجاه قيادتنا وتطور نضالنا التحرري كانت المؤامرة التي قتل فيها رفيقنا حقي قرار، ومن ثم استمرت حلقاتها ضد الرفيق عكيد ( معصوم قورقماز) والرفيق حسن بيندال، وقد استمر نهج المؤامرة هذا حتى يومنا هذا في تطبيق ذاته كلما وجد الفرصة. يمكن القول بأنه قد مرت كافة مراحل تاريخ PKK بالمؤامرات والخيانات الداخلية. إلا أن القائد آبو واجه وأجاب على كل خيانة ومؤامرة، بحملة مقاومة ثورية طورت من وتيرة النضال التحرري في كل مرة وأكسبته دفعة نوعية أخرى. لأن فلسفة الحياة والمفهوم الأبوجي الذي طوره القائد هو صاحب حقيقة براقة لا تقبل بالهزيمة في أي ظروف وبأي الأشكال، وتتميز بنهج النصر الذي يتمكن من عكس أصعب الظروف وأعسرها لصالح النضال التحرري. لم يعطي العدو أي معنى لهذه الحقيقة مدة طويلة. لذا قام الخونة من الداخل بالتدخل بهذا الشأن. فالخونة أمثال شاهين دونماز وشمدين المُلعنيَّن في مذبلة التاريخ والمعروفين بأكثر الخونة خدمةً للعدو بأقوالهم " إن لم تقوموا بتصفية آبو، فإنه يخلق الكوادر والمليتانيين الحزبيين حتى من الحجر" إلى جانب توضيحهم لكيفية إفراغ القيادة للتمشيطات المتطورة من قبل العدو من خلال تدريبه للآلاف من الكوادر في كل عام، كانوا يغرسون الخناجر في ظهر شعبهم ويظهرون مثل أنكيدو مدى دناءتهم وحبهم للعبودية والموت. وبالأصل، فإن ما كان دائماً يؤدي بالعدو للنصر هو الخيانة الداخلية. فعلى أساسه قام العدو بتحضير وتجهيز مخططاته بشمولية، وطور موقفه الداعي إلى استنفار كافة قواه لأجل تصفية وإمحاء قيادتنا.
السبب الأساسي للمؤامرة الدولية كانت حقيقة القيادة. إذ أن شخصية القائد آبو وفلسفة الحياة التي طورها كانت مناهضة تماماً لمصالح القوى الإمبريالية السلطوية. فالنظام كان يديم ذاته على أساس تجزئة المجتمع واستعباد المرأة. لم تكن القيم الإنسانية تشكل أية أهمية بالنسبة للنظام. بل كانت مهمة النظام الأساسية هي مهاجمة هذه القيم المقدسة. أما فلسفة القائد آبو فقد كانت مبنية على أساس النضال لأجل حماية هذه القيم والمقدسات. وقد كانت هذه الفلسفة تتعمق يوماً بيوم مع تطور هذا النضال. وتعمق هذه الفلسفة كان يؤدي بدوره إلى كبر وتعاظم حركة التحرر الكردية بمرور كل يوم. وتصبح أملاً بين شعوب الشرق الأوسط عموماً. لأن تطور نضال الشعب الكردي التحرري كان بمثابة موديل وطليعة لتطور الشرق الأوسط الديمقراطي. وهو ما أوصل معه القيادة إلى مكانة الممثل الأساس والمؤثر في سياسة العالم على العموم والشرق الأوسط خصوصاً. لهذا السبب فقد كان يشكل عائق كبيراً أمام حسابات القوى الإمبريالية بشأن الشرق الأوسط. فقد كانت حسابات ومشاريع ABD التي لا تحصى بشأن بترول الشرق الأوسط وثرواتها الغنية الأخرى جاهزة. إضعاف المقاومات الثورية أو رفعها نهائياً من الوسط كان العائق الوحيد الماثل أمام القوى الخارجية. تركت مهمة تصفية القيادة والحركة أول الأمر للدولة التركية. لم تتمكن مجموعة تانسو جيلار ودوغان غوريش من إتمام المهمة. أما أوزال فقد دفع حياته ثمناً لعدم انضمامه لهذه المجموعة، وتعبيره عن هذه الحقيقة. ومن جانب آخر كانت قيادتنا تعمل على إفساد الألاعيب المتطورة، وتواجهها بمقاومة كبيرة. وهو ما كان يجنن العدو. إذ لم يكن العدو يتحمل فكرة خروج شخص واحد من بين الأكراد الذين كان قد استعبدهم وأوصلهم إلى نقطة الانتهاء، ووقوفه ضد العدو فقد عبر إرادته الحرة وفلسفته فلسفة الحياة الحرة، إلى جانب نجاحه في التأثير على السياسة العالمية. بحسب هؤلاء أوربا هي مركز العالم، لذا فإن أوربا هي الوحيدة التي تبين كل شيء، أي لا يمكن لواحدٍ من مزوبوتامي أن يبين ذلك، بل حتى عليه أن لا يتجاسر ويتجرأ على فعل ذلك أو التفكير بذلك. لذلك قامت الدولة التركية لأجل تصفية قيادتنا بعقد الاتفاقات مع الدول العالمية لأجل ذلك.
بهذا الشكل اكتسبت المؤامرة الدولية بعداً فعالاً بصدد تصفية القيادة مع اتفاقية واشنطن المعقودة في 1998. وبدأت تحاك مرحلة ظلام لأجل الشعب الكردي وقيادته وحركته PKK. فأسروا القيادة من خلال الاستنفار المشترك لمروجي الأكاذيب تحت اسم الصداقة، والخيانات الداخلية التي يتم تسعيرها في كل مرحلة، إلى جانب المتآمرين الخارجيين. لم يتعرفوا ويضعوا أي حقوق أو قاعدة أخلاقية وإنسانية بعين الاعتبار في هذا الشأن. كانت أكبر كارثة يمكن أن يتعرض لها شعبٌ ما. لن تمحى وقائع ومجريات تطور هذه المؤامرة الدنيئة من ذاكرة الشعب الكردي أبداَ. فقد أخذت مؤامرة ١٥ شباط ٩٩ مكانها في ذاكرتنا كمجتمع وكشعب كيوم وشهر وسنة تعمقت فيها آلامنا ومعاناتنا. لم يقبل الأكراد الفضلاء وذوي الكرامة بدءاً من عمر السابعة وحتى السبعين الذين شهدوا هذه المؤامرة الدنيئة الخائنة في أي وقت من الأوقات هذا الظلم الممارس بحقهم، وصرخوا دائماً بوجه العدو بأنهم لن يقبلوا بذلك في أي وقت من الأوقات وبأي الأشكال. وجعلوا العدو وكل من شارك وبقي صامتاً تجاه هذه المؤامرة الدنيئة يحيا ويعيش ما عاشوه من ألم ومعاناة. فقد ظهرت قوة لا يمكن تصورها للعيان بحيث لم يتوان العدو عن الاعتراف بدهشته وانصدامه بهذه القوة. وبالتالي بقي مجبراً على التراجع عن مخططه في تصفية القائد جسدياً أو فيزيكياً مقابل ما أظهره الشعب الكردي من قوة الارتباط والالتحام بقيادته. فقام المتآمرون هذه المرة لأجل خلق أرضية وإمكانية ذلك مرة أخرى بوضع مخططاتهم السرية في جدول الأعمال وفرض نهجه عبر ممارسة التجريد والعزلة الشديدة بحق قيادتنا. أما ما أُريد فرضه على الشعب الكردي فكانت سياسة التعويد ( جعله يتعود على أسر القائد). إلا أن القائد آبو كشف عن سياساتهم هذه أيضاً. وموقف شعبنا تجاه هذه السياسة كان واضحاً وفاصلاً في كل الأوقات. إلا أن الشيء الذي لم يتغير أبداً بالنسبة للمؤامرة وهو الموقف والاقتراب الهادف إلى تصفية القائد و PKK ونهجه نهج الكرد الحر.
ما زالت المؤامرة مستمرة وبأبشع وأمكر وجوهها في يومنا الراهن. فالمتآمرون ولعدم آخذهم النتيجة المرتأة ما زالوا يعملون ليل نهار لأخذ النتيجة والوصول إلى هدف المؤامرة المخطط. والهدف الأساسي هو إزالة العائق المنتصب أمام تحقيق مخططات القوى الإمبريالية في الشرق الأوسط، أي هو تصفية القائد آبو وحركته PKK وحقيقة المليتان الكردي الثوري الذي أخذ يكسب بمرور كل يوم النوعية والقوة الديناميكية المُغيِّرة ويصل بتكتله إلى أكثر قوة فعالة في الشرق الأوسط. وقد جربت كل الطرق والوسائل لأجل ذلك. وهم اليوم يحاولون تجربة الطرق والوسائل التي لم يجربوها سابقاً لأجل تحقيق هدفهم التصفوي هذا. لم يستطيعوا أخذ النتيجة من شعار " سنقضي عليهم ونبيدهم". لذا فإنهم هذه المرة يرغبون في أخذ النتيجة عبر المؤامرات والأساليب والمواقف القائمة على شل وإضعاف المقاومة والروح النضالية وإلهاء الشعب بالقول بـ" إننا سنحل القضية ". ويعبرون عن ذلك بقيامهم على حد تعبيرهم ببدء مرحلة اللقاءات، والتظاهر عبر وسائل الإعلام المروجة لمناهجهم التصفوية بتأيدهم ورغبتهم في الحوار والتعبير عن آمال الشعب الكردي، إلا أن الواقع العملي لا يظهر سوى الإصرار على الإبادة والإنكار. فالجميع رأى وبوضوح نية الدولة بما قامت وتقوم به حتى الآن من قصف جوي للصواريخ والأسلحة الكيماوية على مناطق ميديا الدفاعية، أما التعديلات الدستورية التي يتحدثون عنها ما هي إلا حكاية يسترون بها أصل الأمر. إذ واضح جل الوضوح بأن التغييرات المتحققة في الدستور لم تأتي بأي حل جذري دائم بالنسبة للشعب الكردي. لقد رأى الشعب الكردي حقيقة الدولة التي متى ما بحثت عن السلام والحل والتغيير فإنه قد ظهر دائماً من وراء ذلك هدف غرس الخنجر في ظهر الشعب الكردي.
لهذا السبب فإن حقد وغل الشعب الكردي ضد المؤامرة والمتآمرين قد تعمق أكثر اليوم كما هو الأمر في الفترات السابقة. فالشعب الكردي يعي جيداً ما الذي يعنيه ويفيده القائد آبو بالنسبة لهم. فهو يعي وبكل عمق بأن نضاله لأجل تحقيق " الذات" و" الوجود " قد تحقق مع القائد آبو. وجد الشعب الكردي ولأول مرة مع القائد آبو كيف يكون الوجود الاجتماعي الثقافي الفكري والروحي حراً. فهو يعيش غبطة الالتقاء مع ثقافته وتاريخي وذاته. على أساسه أصبح القائد آبو والشعب الكردي وجوداً واحداً وملتحماً محال تجزئته. وحقيقتنا الكردية التي تحولت من واقع الكرد المتوجه نحو الإبادة والنهاية عبر التتريك، إلى حقيقة الكرد الحر المكتسب للوجود مع القائد آبو تظهر لنا ذلك بكل وضوح. ولذا فإن الكرد الحر يعني القائد آبو، والمجتمع الكردي الحر يعني القائد آبو. فالشعب الكردي يؤمن بذلك من كافة النواحي الفكرية والروحية. وعلى العدو أن يدرك ويقبل هذه الحقيقة بكل معنى الكلمة. فالقائد آبو هو الكردياتية الحرة الموجودة في قلوب وفكر الملايين اليوم. لهذا السبب فإن المعتقل في إمرالي هو الملايين. أظهر الشعب الكردي من خلال مواقفه وعملياته بأنه لم يقبل هذا الأسر المتطور ضده ولن يقبله في أي وقت من الأوقات. لأنه حلل بيان المؤامرة مذ اليوم الأول. البيان المعطى للأكراد كان واضحاً جداً. لم يكن قد أعطي للكرد أي مكان في نظام العالم الذي تسعى القوى المهيمنة لبنائه من جديد. وإن أصر الأكراد في وجودهم فإن ما كان مقرراً هو الضغط عليهم وإبادتهم بشكل وحشي. أي أن البيان كان نداءً للشعب الكردي وقيادته وحركته للاستسلام والخنوع. كانت هذه القوى المهيمنة الواضعة نفسها في مكان الله والآلهة تريد أن يقبل الشعب الكردي بالموت الذي كان القدر الوحيد المشروع له من قبلها. إلا أن الأكراد لم يكونوا أكراد الماضي. فقد وعوا قبل ذلك بكثير بأن مصير شعب ما يعين من قبل ذلك الشعب لا من قبل القوى الإمبريالية. أظهر الشعب الكردي هذه الإرادة في كل المراحل. أعطى الشعب الكردي بمواقفه وروحه النضالية في الأربعة عشر سنة الماضية البيان بأنه لن يقبل العبودية والصهر والإبادة الثقافية العرقية الممارسة عليه أبداً وسيتبنى قائده وحريته بروحٍ فدائية شاملة. يجب على القوى المتآمرة أن تعلم جيداً بأن الشعب الكردي لن يتراجع عن نهج المقاومة والنضال لأجل حريته وحرية قائده بتاتاً.