تل ابيض تعيش الآن أجمل للحظاتها في الحرية والسلام وستكون أجمل بكل مكوناتها القاطنة فيها...
بقلم زريا كوباني
جاءت تسمية تل أبيض من تل لونه أبيض بتربة كلسية , وهذ التل موجود شرقي المدينة على طريق الحدودي , وفي الطرف الثاني من الحدود على الجانب التركي تقع مدينة أقجا قلعة وتعني بالعربي القلعة الناصعة أو البيضاء ,وبالكردي نقول (كري سبي : Girê Sipî) أي التلة البيضاء , المعنى واحد بالعربي والكردي والتركي .
الموقع الجغرافي ولمحة تاريخية :
تقع منطقة تل ابيض على الحدود التركية شمالي الرقة بـــــ 100 كم , تتبع تل أبيض إدارياً لمحافظة الرقة , إما كردستانياً فتعتبر تل أبيض كما أكدت الكثير من الدراسات التاريخية جزءاً لا يتجزأ من كردستان سوريا , فهي صلة وصل بين كوباني ( سروج ) ورأس العين (الجزيرة).
قديماً وقبل أكثر من خمسة قرون كانت تسمى عين العروس جنوب تل أبيض بـ 2كم بـــ (كاني غزالان) Kanî Xezalan بالعربي (عين الغزلان) لكثرة الغزلان في المنطقة إما موقع تل أبيض الحالي كانت تسمى: (كري بوزان ) Girê Bozan) , وكان نهر البليخ له فرعان الأول كان قادماً من كردستان تركيا من الجهة الغربية لتل أبيض ليندمج مع الفرع الثاني الذي كان ينبع من عين العروس.
وبحسب المؤرخين كانت المناطق التي تقع شرقي نهر البليخ مراعي لعشائر ميلان ( حالياً في رأس العين سري كاني) , وغربي نهر البليخ مراعي لعشائر البراز والدن (عشيرة كوردية يزيدية) , وهاتان العشيرتان كانتا دائماً في تخاصم , مما جعل مراعيهما منطقة أمان أو منطقة عازلة الأمر الذي جعل العشائر العربية تسكنها لعدم وجود قاطنين كورد , إما العشائر العربية التي كانت موجودة في المنطقة فاقتصرت على الجيس (الكّيس) في حران وعشيرة المجادمة في الخنيز , إما العشائر العربية الموجودة في تل أبيض في الوقت الحالي فقد قدمت إليها منذ فترة زمنية ليست ببعيدة , فأكبر عشيرة عربية موجودة بتل أبيض هي البكارة ( المعروفة بالمشهور) وتقول الدراسات التاريخية عن هذه العشيرة ما يلي : اقتباس من الدراسة التاريخية :"انحدرت هذه العشيرة من بكارة الزور التي تنـزل على ضفاف نهر الفرات في منطقة دير الزور، حيث تتمركز في سفوح جبل عبد العزيز الشمالية في الجزيرة منذ مدة، ليست بالقصيرة، أخذت بفلاحة الأرض و زراعتها في الجزيرة" أنتهى الاقتباس , و هذا ما يؤكد بأن استيطان هذه العشيرة في الجزيرة حديث العهد، و يعود إلى بداية الاحتلال الفرنسي للجزيرة.
كانت القرى التي تقع بين ديك الشرقي (شرق تل أبيض بــ 20 كم ) والديك الغربي ( غربي تل أبيض بــــ 20 كم ) وجنوباً حتى حزيمة ( دربازن Derbazin) تعود ملكيتها للإقطاعي الكوردي محمود نديم أورفلي , وهناك قرية للوقت الحاضر تسمى محمودلي تقع شمال نهر الفرات.
ومن حيث المساحة تبلغ مساحة تل أبيض ( 509222 ) هكتار أي ما يعادل ( 5092 ) كم2 , ومساحة كوردستان سوريا تساوي حوالي 30000 كم2 أي مساحة تل أبيض كري سبي تساوي سدس مساحة كوردستان سوريا.
التنوع الديموغرافي (السكاني) في تل أبيض :
في الوقت الحالي يعيش في تل أبيض العرب والكورد والأرمن والتركمان , ويتجاوز عدد سكانها أكثر من 300 ألف نسمة ويشكل الكورد أكثر من 30 % أي حوالي 100 ألف نسمة , وتقع القرى الكوردية اعتباراً من تل أبيض المركز وغرباً حتى الحدود الإدارية لمحافظة حلب , ويبلغ عددها أكثر من 100 قرية , وهناك قرى تقع جنوب أتوستراد حلب الحسكة , ومعظم هذه القرى متواصلة جغرافياً باستثناء بعضها تم استحداثها من قبل النظام البعثي بعد ثورة حزب البعث في 1963.
تل أبيض المركز فيها حوالي 45 % كورد و45% عرب و 10% تركمان والأرمن , وهناك عائلات كوردية تملك أراضي زراعية في تل أبيض الشرقي وعباطين حيث تقع هاتان القريتان شرقي تل أبيض تماماً بمحاذاة الحدود , وإذا توجهنا شرقاً بنحو 20 كم سنجد بلدة سلوك وهي مركز ناحية , كذلك توجد فيها عائلات كوردية وهناك العديد من المحال التجارية تعود ملكيتها للكرد , وهناك أيضاً مزارعين كبار يملكون أرضي زراعية جنوب بلدة سلوك وجنوب شرقي بلدة سلوك.
وإذا توجهنا من تل أبيض بإتجاه الرقة نجد مزارعين كورد مالكين للأراضي الزراعي في كل من القيصرية والشركراك وباب الهوى وكورمازاة وصولاً إلى عين عيسى والتي كانت تسمى (بوزانان Bozanan ) حيث يشكل الكورد في مركز ناحية عين عيسى حوالي 20 % وهناك العديد من القرى الكوردية صرفة تتبع إدارياً لعين عيسى مثل بيراكور وحيمر وشترحمان ومعظم القرى الكردية تقع شمال وشمال غربي وغرب عين عيسى على الطريق الدولي حلب الحسكة.
إما إذا أتجهنا غرباً وعلى الحدود التركية فأول قرية كردية صرفة سنمر بها هي اليابسة ومن ثم تل فندر وعلى جنوبها الواسطة , وإلى غربي تل فندر تقع تل أخضر وإلى الجنوب متكلطة وتنوزة (طنهوزة أو المنيفة بالعربي) وإلى الغرب من تل أخضر تقع قرية سوسك ويارقو(المستديرة بالعربي) , وكندال(بئر مرمرة بالعربي),وكريصور(تل أحمر بالعربي) وإلى الغرب عفديكو (عبدي كوي أو عبادي بالعربي ) ومن ثم تل كبير ( كوبرلك بالكوردي) حيث تم توزيع أراضيها بموجب قانون الإصلاح الزراعي وتم إستحداث القرى ( الثورة والحرية و8آذار وأستوطن فيها عشائر عربية ) وإلى غرب منها الجرن الأسود والزرزوري ودنايك (دناي شمالي بالعربي ) وبندرخان ( الكنانة بالعربي ) وأغباش (البيضة بالعربي) وخراب زري ( خربة غزال بالعربي) ومن ثم عيداني وبغديك(القمحة بالعربي ) كل تبة (تل الرماد بالعربي ) وبعدها تأتي الحدود الإدارية لمحافظة حلب حيث جبل بغديك ومغارة الضبع ( كون أفتار) أو دفي مغار.
ومن الجرن الأسود وجنوباً حتى عين عيسى يوجد العديد من القرى الكوردية منها : الحارة ( شاوتي بالكوردي) وخرابي روفيان (قبروان) وقرتل وبئر عرب وكلت (رأس كبير وصغير) وكيلك (يمامة كبيرة وصغيرة) وخراب زري ( الزاهرة) وهنا تتداخل قرى كوباني مع قرى كري سبي , وهناك أيضاً قرنفل فوقاني وتحتاني ومنجوك (جميلية) وشويك (جوهرة) وقز علي (بنات علي ) وخرابي سروج ( سراجية ) وصولاً إلى كورك (أبو حية ) .... إلخ.
والعشائر الموجودة في هذه القرى هي : معف وعلاء الدين وبيسريان وأوخ وشداد وزونجك وعاص وتيران وعلي زرات والشيخان بكل فخوذه وزروال وكوسى نبي وبيسكان .... إلخ.
النشاط السياسي والحزبي :
نتيجة لتفرد حزب البعث في قيادة الدولة والمجتمع , ونظراً لما لتل أبيض من موقع استراتيجي وجغرافي بالنسبة للكرد فهي تربط كوباني برأس العين , فقد طبق بحق تل أبيض العديد من المشاريع العنصرية مثل ( المرسوم 49 )والذي يمنع الكرد من التملك – تعريب أسماء القرى الكردية – عدم توظيف الكرد في دوائر ومؤسسات الدولة وهناك القليل من موظفين الكرد بعضهم حياديين والغالبية بعثيين .
بالإضافة لحزب البعث هناك خمسة أحزاب كردية وكلها منضوية تحت راية المجلس الوطني الكردي في سوريا وهي : حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)- حزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا- حزب أزادي الكردي في سوريا- حزب يكيتي الكردي في سوريا- حزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارت) .
كما أن هناك وجود لمجلس شعب غربي كردستان ممثلة بحزب الاتحاد الديمقراطي ومنظماته , وتم تشكيل مجلس محلي لهم بأسم المجلس المحلي لقرى شرقي (كوباني) وليس لقرى كري سبي .
أما الآن فقط نالت تل ابيض حريتها بعد القيد الذي كانت تقيد به منذ عهود بجهود وفكر ودم الشهداء الذين أصبحوا شعلة من النور يضيء سماء روجافا والعالم أصبحوا نبراسا لكل الشعوب القاطنة في سوريا وبالأخص روجافا.
كانت حملة روبار قامشلو نصرا تاريخيا بدأت من الشرق إلى الغرب لإعادة حرية هذه التربة المقدسة التي تدنس الان بنعال الارهابين وقاتلي الإنسانية . كما حطم إبراهيم الخليل الأصنام النمر ودية كذلك حطم الأبطال يبك كل الجدران التي بنيت من عظام وجماجم البشر ورفعوا كل الأسوار والحدود التي تفصل بين الأب والابن, بين الأم والابنة, الآن أصبحت نسيم روجافا تطير بلا قيد في سماء روجافا, أصبحت الأعلام ترفرف بكل حرية في العلا لي فأهلا بالحرية التي سجلت باسم الشهداء والأبطال الذين تقدموا بلا خوف في الجبهات الأمامية الآن سيرقد الشهداء قريرو العين فقد وصلنا إلى كل بقعة تراب كانت تئن تحت ظلم وبطش داعش. الآن سيكون كردستان جميلا بكل ألوان الشعوب العرب, والكرد والتركمان, والأرمن ...الخ.