حكاية سجني وتعرضي للتعذيب

الرسالة التي كتبتها شيرين علم هولي وهي في السجن...

شيرين علم هولي

تعرضت للاعتقال في شهر نيسان من عام 2008 من قبل بعض الأشخاص الذين كانوا يرتدون الذي المدني، ثم قاموا بعد ذلك مباشرة بإرسالي إلى بناء تابع لقوىSipahê)). مع بدء دخولي إلى الداخل و قبل السؤال والجواب  باشروا بعملية ضربي . بقيت في ذلك المكان خمسة وعشرين يوما ، دخلت في الإضراب عن الطعام خلال اثنين وعشرين يوما كما إنني تعرضت في الوقت نفسه للتعذيب الجسدي والنفسي معا.

  ربطوني  بالسلاسل على السرير، ضربوني على راسي وجسدي وأسفل أقدامي عبر شحنات الكهرباء، السوط، اللكمات والركلات. لم أكن استطيع أن افهم أو أتكلم جيدا باللغة الفارسية، لذلك عندما كانت تبقى أسئلتهم بدون أجوبة كانوا يقومون مجددا بضربي إلى أن كنت أغيب عن الوعي. عندما كانوا يسمعون صوت الآذان كانوا يخرجون لأداء الصلاة وقبل أن يذهبوا كانوا يقولون لي على حد تعبيرهم نعطي لكي الفرصة لكي تفكري جيدا، وبعد أن كانوا يعودون كانوا يقومون مرة أخرى بضربي ، فقدان الوعي ، الماء البارد و...

عندما رأوا إصراري على الاستمرار في الإضراب عن الطعام ، أرادوا أن يحُولونني عن الاضطراب عن طريق (السيروم)، والتي كانوا ينقلونها إلى معدتي عن طريق الأنف.

في إحدى أيام التحقيق معي، ضربوني بركلةٍ قوية في بطني جعلت الدم ينزف من فمي. في يوم أخر تقرب احد المحققين مني وهو المحقق الوحيد الذي رأيت وجهه، حيث إنني في الأيام السابقة كنت مربوطة العينين. طرح علي المحقق العديد من الأسئلة الغريبة العجيبة ، وعندما لم يسمع إجاباتي عن الأسئلة ضربني كفاً على وجهي ثم وضع السلاح على راسي وقال :"أجيبي عن الأسئلة التي اطرحها عليكي . إنني اعرف جيدا انكي إرهابية و عضوة  في حزب الحياة الحرة الكردستانية (PJAK)، لتعلمي جيدا أيتها الفتاة إن تكلمت أم لا ، هذا لن يغير من الأمر شيئا ، لأننا سعداءٌ بان عضوة  (PJAK) رهينة بين أيدينا "

في إحدى المرات عندما جاء الطبيب لكي يداوي جراحي، كنت أتراوح بين اليقظة والنوم بسبب الضرب والتعذيب الذي تعرضت له. سمعت الطبيب يطلب من المحقق أن يرسلني إلى المستشفى وقتها سال المحقق :"لماذا يجب أن تذهب إلى المستشفى، ألا توجد إمكانية العلاج هنا ؟"

قال الطبيب: انأ لا أتكلم عن إمكانية العلاج، وإنما سأقوم بعمل يجعل تلك الفتاة تتكلم وتعطيكم ما تريدونه منها من المعلومات ".  في اليوم التالي مباشرة ربطوا عيناي وقيدوا وثاقي  ثم أخذوني إلى المستشفى. عندما وصلنا إلى هناك مددوني على السرير وضربوني بإبرة جعلتني أغيب عن الوعي. بعدها عرفت أنني قد قمت بالإجابة عن كل الأسئلة التي كانوا يقومون بطرحها علي وأنا فاقدة الوعي حيث كانوا قد قاموا بتصوير كل شيء وتسجيله على الكاميرا. بعد أن عدت إلى وعيي وجدت إنني لازلت ممدة على سرير المستشفى، بعد ذلك قاموا بإعادتي مرة أخرى إلى الحجرة المنفردة في السجن.

لكن يبدوان المحققين لم يكتفوا بالذي فعلوه بي، فقد كانوا يريدون أن أتعرض لمزيد من التعذيب. حيث كانوا يجعلونني أقف على أقدامي المجروحة، وفي كل مرة لم أكن استطيع أن أقف عليهما كنت اسقط على الأرض مرة أخرى، بعدها كانوا يجلبون لي قطع الثلج المتجمدة. كنت اسمع منذ ساعات الصباح الأولى وحتى المساء، أصوات الصرخات، الأنين، البكاء التي كانت تجعلني اقترب من حافة الانهيار، عرفت فيما بعد أن تلك الأصوات كانت مسجلة وكانوا يجعلونني استمع إليها لكي لا أرتاح ولو لثانية واحدة. لساعات طويلة كانت قطرات الماء في غرفة التحقيق تسقط على راسي قطرة قطرة، ثم بعد مجيء الليل كانوا يعيدونني مرة أخرى إلى الحجرة المنفردة.   

في يوم آخر.عندما كنت جالسةً على الكرسي مربوطة العينين وكانت تُطرح علي الأسئلة، قام المحقق بإطفاء سيجارته المشتعلة على يديً. في مرة أخرى، عندما ضغط المحقق بقوة على قدميً بحذائه أصبح لون قدماي اسودا وتساقطت أظافري. في بعض الأيام كانوا يجعلونني أقف على قدماي طوال ساعات النهار دون أن يكون هناك أيُ تحقيق وإنما كان المحققون يقومون بحل الكلمات المتقاطعة الموجودة في الجريدة. في كل الأحوال، كانوا يقومون بكل ما يستطيعون أن يفعلوه بي.

بعد أن قاموا بإعادتي من المستشفى كانوا يريدون أن يأخذونني إلى السجن( فرع ‘209). لكن بسبب حالتي الصحية السيئة، لم أكن استطيع أن امشي خطوة واحدة، لذلك لم تقبلني إدارة( فرع 209) وبقيت يوما كاملا على باب السجن إلى أن وافقوا في النهاية على إرسالي إلى المستشفى.

وصلتُ إلى حالةٍ لم أكن اعرف الفرق بين الليل والنهار،لا ادري كم يوما بقيت في المستشفى العام لسجن Êvînê)) إلى أن تحسنت جراحي قليلا، أخذوني إلى السجن(فرع 209) وقاموا بإجراء التحقيق معي. المحققون هناك كانوا يستخدمون الآليات والأساليب الخاصة وعلى حد قولهم كانوا يتقربون مني على أساس السياسة الباردة والساخنة.في البداية كان المحقق السيئ وصاحب المزاج السيئ يقوم بتعذيبي وضربي ثم كان يقول لي بلغة التهديد لا يوجد أي قانون مهم بالنسبة لهم وسيفعلون بي العمل الذي يحلو لهم... ثم كان المحقق الجيد والهادئ يأتي إلى غرفة التحقيق وكان يطلب من المحقق السابق أن يتوقف عن ضربي وتعذيبي. حيث كان يعطيني سيجارة ثم كان هو الآخر يعيد علي طرح الأسئلة السابقة ...وهكذا كانت الدورة الظالمة تتكرر مرة أخرى.

عندما كنت في السجن (فرع 209)، كانت حالتي الصحية سيئة جدا خاصة في الأيام الأولى من التحقيق،حيث كان الدم ينزف من انفي ،لذلك في الحجرة المنفردة كانوا يقومون فقط بضربي إبرة مسكنة للألم والتي كانت تصبح السبب في استغراقي في النوم على مدى اليوم، كانوا يحتجزونني في الحجرة المنفردة ولم يخرجونني إلى مكان استنشاق الهواء الطلق.

شيرين علم هولي

سجن Êvînê))، قسم النساء